الصفحة الرئيسية / نصوص / شهادات / تاريخ من لا تاريخ لهم – ١

تاريخ من لا تاريخ لهم – ١

يوميات السجين
أحمد سويدان
1991 – 1994

 

ما يشبه المقدمة

كان ذلك في السابع والعشرين من أيلول عام 1984، عندما تقرر نقلي من فرع التحقيق العسكري الواقع في محيط “الجمارك” وكلية الهندسة ووزارة التعليم العالي، إلى سجن “تدمر” ذي السمعة الرهيبة، والخارج عن أبسط قواعد الشروط والمواصفات التي تتمتع بها السجون المعترف عليها.
أمضيت حتى تاريخ هذا النقل عامين ونصف في هذا الفرع. تحت الأرض قرابة العشرين متراً. لم أر الشمس إلا منذ نصف شهر ولم أر الناس يمشون أو يتكلمون كما هم أبناء البشر. بقيت لمدة ثلاثة أيام وأنا أرى الفضاء، وضوء الشمس، والأبعاد بيضاء، مهتزة … تعترض الرؤية خطوط كالأسلاك تطول وتقصر، تدور وتقف… أفرك عينيّ وأنظر للأرض وأغمضهما.
في هذه الأثناء كان المسؤول عن التعذيب (الدرجة العالية) ضابط دمشقي برتبة رائد اسمه هشام بختيار، وعن الضـرب باللكمـات والسيـاط وبالحذاء ضابط برتبة ملازم أول اسمه يوسف العبد، وكان هناك ضابط خبيث اسمه ماجد سعيد وآخر كنيته الجرف يمتاز بالغباء مع مدير فرع لاهث وراء تنفيذ التعليمات أكثر من اللازم والرشوة وجمع الثروة، اسمه مظهر فارس من قرية غربي حمص على الحدود الغربية للوعر .. اسمها “القبو”.

أمضيت في المنفردة “الزنزانة” مدة ثلاثة أشهر وهي بطول مترين وعرض متر ولها كوة في الأعلى لدخول نور الكهرباء. يتم إخراج الموقوف بعد كل وجبة إلى بيوت الماء مع لبطة أو لكمة مع شتائم مقزعة. بعض العناصر تمتنع عن مثل هذه التصرفات وهذا يدل أن العسكري حر التصرف… فترة التحقيق التي امتدت أكثر من اللازم كانت صعبة جداً. أسهلها ضرب الأكف وأصعبها “كرسي الكهرباء” مروراً بالدولاب والتعليق عكس الاتجاه والفلقة مع “التبكيس” من فريق عمل مخصص يرافق المحقق الذي يحمل الابتدائية أو الكفاءة. ويمتاز بأنه لا بد سيذلك إن قلت أو لم تقل، إن اعترفت أو لم تعترف أنت مذنب أمامه وعدو وابن كلب ومعاد للثورة وللقائد وللتاريخ وجغرافية الكون.
أيام المنفردة ولياليها قاسية جداً. تسمع فيها صوتاً للصمت، وطنيناً للسكون. لا تتعرف على الليل و لا على النهار ولا على الوقت، إلا من خلال وجبات الطعام وصراخ الموقوفين في الساحة وغرف التحقيق… تأتي في بالك أيامك في البيت وحياتك مع زوجتك ومع الأولاد .. تحس أنك أمام هذا المحكم الشرس والمعادي للانسان والرأي والشوارع. من المحتمل أن لا تراهم.. وإذا رأيتهم فيكون ذلك من صدف التاريخ النادرة. فترة التحقيق تتمنى العودة للمنفردة والتكوم على الخروج منها. الخروج منها يعني الضرب المبرح، والوجع واللبط دون أي اعتبار للسن (اعتقلت وأنا في السادسة والأربعين في نيسان 1982) .

أمران رسخا في وجداني وأنا بالمنفردة:
الأمر الأول جاري في المنفردة الذي تكلم معي في آخر الليل دون أن أعرف اسمه أو بلده، قال: سأودعك يا جاري هذه آخر ليلة لي في هذه الحياة .. الموت أهون لي من هذا العذاب .. اسمي. وهنا فتح السجان الباب، كانت الساعة تشير حتماً إلى أكثر من ساعتين بعد منتصف الليل. قال السجان: إن سمعت همساً مرة أخرى ستنال جزاءك .. احترم عمرك سأدوس عليك حتى تتكسر عظامك.
تكومت في زاويتي ورحـت أتأمل السكون المهيمن والضوء الشحيح القادم من الكوة ونمت. في الصباح دخل عليّ ضابط وعدة عساكر سألوني متى نمت؟ .. وهل سمعت شيئا ً؟ .. وهل كلمت أحد أو صرخ عليك نزيل ما؟ .. فنفيت ذلك … فيما بعد علمت أن جاري شنق نفسه بمزق من بطانيته شدّها ووصلها ببعضهما وصنع منها أنشوطة علّقها في قضبان الكوة المتينة.
مات جاري في الزنزانة اتقاء السياط، والعصي والتعليق والتفنن في أساليب إثارة الألم تاركاً عبر المسافات أماً تبكيه بلا صوت أو أباً يغالب ألم الفقد.
الأمر الثاني الذي عذبني, ولا يزال , صوت النسوة وهنّ يتلقين السياط والسباب والبذاءة، وهن يستجرن بالله.. ويصرخن ويبكين.. صراخ الثاكلات الخائفات الواجفات. كان هذا يتكرر يومياً، وفي المساء وعند المغرب والعشاء.. وعندما يذهبن إلى المهجع، كنت أسمع أصواتاً وبكاء الأطفال فتطبق المنفردة على قلبي وصدري. كنت أتساءل مذهولاً: هل هذا الذي تنفذه أجهزة شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية هو لصالح الأمريكان أم لصالح اسرائيل أم لصالحهما معاً ؟ .. وأن دور الشعارات هو للتغطية والتمويه؟.. إن الحكم الفردي هو بالتأكيد لصالح الخارجي لأنه ضد الانسان والوطن والشعب وأن العدو الأمريكي لا يريد أوطاناً لهذه المنطقة، ولا يريد شعوباً وكذلك لا يريد إنساناً.

***

نودي على اسمي في المهجع الجماعي الذي أقمت فيه لمدة عامين. وعند إدارة السجن وقفت مع الواقفين ووجهنا إلى الحائط. وعند أذان العشاء انطلقت سيارة “زيل” عالية “المقام” أمامها سيارة “بيجو” وخلفها سيارة “مرسيدس” بعد وضع عصابات سوداء على العيون وربطنا من أرجلنا في جنازير استوردت من الجحيم. وما أن سارت السيارة وخرجت من المدينة إلا وحدثني جاري بصوت واهن يريد معرفة اسمي فرجوته أن يكف عن السؤال.. عرفني أحدهم وقد أقام في مهجعنا قرابة الأسبوع وهو دمشقي من عائلة جبري وقد أكد لي أن الشاعر الكبير شفيق جبري ابن عم والده.. كان هذا الشاب صاحب مطبعة وكان الجميع بما فيهم هذا الشخص متهمين بالموالاة لعصام العطار الذي يقود فئة من المسلمين ضد النظام. جلُُّهم كانوا خريجين من جامعة دمشق من كليات علمية “هندسة” و “طب” و ” ر ف ك”.
خمنوا أني بعثي أو شيوعي، قلت لهم: إنني صحافي فقط، تعلمت المهنة في لبنان وعملت فيها هناك عدة سنوات وهنا كذلك لسنوات.. وسارت السيارة في عميق الليل بعد “عدرا” وكانت سرعتها لا تتجاوز الثلاثين كيلومتراً في الساعة، وكانت تقف كل ساعتين، فتنزل العناصر من السيارات المرافقة يراقبون الجو والطرقات والليل والنجوم.. رحلة حزينة.. صامتة. نجلس على مقعدين طويلين، ظهورنا إلى بعضنا أو إلى صاج سيارة “الزيل” إننا إلى سجن “تدمر” الرهيب نتوجه، يخيم على أفقنا بوم الزمان وشبح “القائد الفذ” الذي كان قد استولى على كافة الألقاب والتسميات الخاصة لرب الزمان، ومدبر الأفلاك والأكوان

أحدهم عرفني على نفسه وأظن أنه من النبك كما قال، وقد شلت يده اليمنى من التعذيب وهو دكتـور في الهندسـة المدنيـة وكنيته تيناوي ,
سألني: متى اعتقلت؟
قلت : في 24 نيسان عام 1982.
قال: أخذوك من البيت؟
قلت: لا، اختطفوني وأنا أخرج من عملي في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال، وراء مبنى الرقابة الدولية، ودفعوني إلى داخل سيارة “فولفو” ومن يومها لم أرَ أهلي ولم أسمع شيئاً عنهم..
قال: أنت من العمال الثوري؟
قلت: لا.
قال: شيوعي؟
قلت: لا.
قال: بعثي عراقي أم شباطي؟
قلت: لا.
قال: اتحاد اشتراكي من جماعة الدكتور جمال الأتاسي.
قلت: لا.
قال: ماذا إذن؟ نحن مثلك مساجين ومن جماعة عصام العطار.
قلت: أنا من جميع الأحزاب التي ذكرت.

كانت لهجته ودية ورائعة وتدل على أنه من النوع القيادي المؤمن بالرأي الآخر ويمتاز عن الآخرين بالتقدم بالعمر لكنه كان أصغر مني بعامين أو ثلاثة، هكذا خمنت. كان مؤذن الصباح في “تدمر” يؤذن، إذن استغرق الطريق من آذان العشاء إلى آذان الفجر، وقد سمعت فيما بعد أن نقل المساجين من مراكز الاعتقال إلى السجون لا يتم إلا ليلاً خوفاً من هجوم اسرائيلي يحرر هؤلاء المساجين!! كان الحفاظ على المعتقل والسجين أهم عند هذه الأنظمة وأغلى من تراب الوطن ومن أية قيمة على وجه الأرض. لذا، ومن هذه الميزات لها. حظيت بالسكوت عنها من قبل الإعلام العالمي ولجان حقوق الإنسان في كل من أمريكا وأوربا سوى ما ندر والذي لم يكن له شأن يذكر..
كانت مجزرة تدمر التي وقعت قبل عامين ونصف من نقلنا هي التي أشهرت سجن تدمر وكان التنافس على أشده بين النظامين البعثيين، في كل من سورية والعراق في شدة وقسوة المعتقلات والسجون، وفي ابتداع الرعب والتغلب على كل مواطن الإباء والكرامة لدى الإنسان. كما كان التنافس حاداً بين أجهزة أمن القطر في التفنن بالقسوة. وقد بلغ التعذيب غاية في الجبروت في فروع اصطفاها حاكم البلد ومثلته خير تمثيل وهي: فرع القوى الجوية، وفرع التحقيق العسكري، وفرع فلسطين، ومعتقلات رفعت الأسد المزودة ببرك الأسيد لتذويب الناس. كل هذه الفروع لديها فرق مداهمة تستعملها وتستعمل الرصاص الحي والأسلحة “الأتوماتيكية” ومزودة بخبرات وبآلات تعذيب من الدولتين العظيمتين روسيا وأمريكا (لم نستفد من كل التكنولوجيا في هاتين الدولتين النوويتين إلا بالتذود الأمني والتعذيب الإنساني).

نعم وصلنا إلى معتقل تدمر الصحراوي. هو بعيد عن البلدة ومحاط بأشجار ومختبئ بين تلال وهضاب. ناءٍ عن العالم وعن الحق وعن الإنصاف, أصوات العذاب تنبعث منه كما يأتيك صدى صمت البحر في ليل معتم وأنت جالس على شاطئ منعزل.
نزلنا أمام باب السجن. فكّوا الجنزير طبعاً وواجهتنا ممرات مظلمة إلتوائية وقد حملنا النعاس والتعب والخوف على أجنحة من رماد .. وفي هذه الممرات واجهنا الكامنون لنا باللكمات العنيفة واللبطات القوية .. على الوجوه .. على الصدور .. في المواقع الحساسة والمميتة. لم نخرج من هذه الممرات إلا وقد انعطبنا جميعاً والدم يسيل من الأنوف أو العيون أو الآذان أو الأفواه. الظهور مقوسة القامات منكّسة والنفوس ذليلة ومهانة هكذا تريد هذه الأنظمة من شعوبها أن تكون بلا ظهور ولا قامات ولا نفوس, لأنها بالظهور والقامات والنفوس تواجهها وتواجه الأمريكان وتواجه اسرائيل. بعد هذا الاحتفال “المهيب” استلمتنا إدارة السجن. كانت الوجوه التي تستقبلنا من ضباط صف وجنـود وعرفاء تنفث سمـاً وحقداً وتنظر إلينا بعيون يتطاير الشرر منها. شعرت أن الرحمة قد رحلت منذ دهر عن الأرض. وأن الإنسان أشرس وأقوى حقداً ولؤماً من كل الحيوانات، وأنه تجاه أخيه الإنسان هو الشيطان وهو الجحيم وأن كل عوامل الطبيعة التخريبية لا تعادل إشارة من إصبع حاكم ظالم مستبد.

ساقونا في دروب وممرات وبين مهاجع طولانية ونحن منكسو الرؤوس لا نميل.. نجر أرجلنا.. لا أبالغ إذا قلت كمن يسير إلى حتفه, بل هنا الموقف أصعب, فالذي يمضي إلى حتفه ليس أمامه سوى خطوات. أما هنا فأمامنا ما لا نعرف وكله يخيف ويجعل الفرائص ترتعد..
وضعونا في زنزانة كبيرة أرضها ملأى بالغبار، وفي صدرها مراحيض دون أبواب، تفوح منها رائحة العفونة والرطوبة، والأوساخ المتراكمة، وجلسنا نهوّن عن بعضنا، ونتساءل عن المصير البائس. الكل كان مدركاً لما عليه النظام من شدة. فأحداث حماه وإدلب وحلب عالقة في أذهان الجميع وأحداث تدمر كذلك، لكن الوجوه كانت ممتقعة، والشفاه يابسة والعيون قلقة. في هذه الحالة يكون الإنسان ناشف الريق والدم كذلك.

غفا بعضنا على الأرض واضعاً حذاءه تحت رأسه كوسادة، لاماً رجليه، مكوّراً ركبتيه. يبدو في هذه الأثناء تنفس الصبح وبدأ يكشف عن السطوح والمحارس وخطوات العسكر المرابطين. لكنه لم يستطع أبداً الكشف عمن في داخل هذا المعتقل الرهيب، وكم من أرواح تذهب يومياً صاعدة إلى بارئها..
منذ أيام أذينة وزينب اشتهرت تدمر بوقفتها الجبارة ضد الفرس الساسانيين وضد الرومان، وفي أيام حافظ الأسد اشتهرت بسجنها. أيام فخر الدين المعني اشتهرت ببرجها لرصد حركة الأعراب البدو … لقد علمت فيما بعد أن هذا المعتقل الرهيب يضم حوالي /56/ مهجعاً يضمون حوالي أربعة آلاف سجين، وأنه خاضع دوماً لمسألة الدوران .. وهذه الكلمة استعملت في مجال العمل والعمال .. يقال دوران اليد العاملة أي عدم ثباتها لأن هناك من يترك العمل، وهناك من يأتي حديثاً للعمل. أحياناً يزيد عدد التاركين على عدد القادمين، ويحدث العكس كذلك هذا الدوران يجعل العدد غير ثابت. هنا يعني الدوران أن الداخلين أكثر من الميتين. ولكن النسبة التقريبية لا تتغير أو تبقى ثابتة, مع أن إحصاءات الداخلين قبل إتلاف السجلات أعلى بكثير من العدد التقريبي. إن هذا السجن كان دوماً يخضع لهذا “الدوران” وأن نسب الفقد والموت فيه تفوق التصور.
فتح الباب علينا جلاوزة شداد بأيديهم السياط من “الكابلات” التي تنتهي بأسلاك وأعلن عنهم وقع الخطوات و وشديد وطأتهم. وقفنا وسرنا – حسب الأوامر – وراء بعضنا إلى ساحة واسعة. وكانت الرياح تهب حيناً قوية وحيناً هادئة أمرونا بخلع ثيابنا. وبقينا بالسراويل ووقفنا متجهين إلى الحائط وقد اعتمدنا عليه بأيدينا وبدأت السياط تنهال على ظهورنا العارية كوقع الرعد. عددت أربعين، ثم لم أستطع عداً بعد ذلك. كان كفاي ينزلقان ولم أكن أعرف إن كنت أصرخ لأن صوت الصراخ يحتل الساحة والحيطان والأجواء، فأنت – والحالة هكذا – لا تعرف إن كنت تصرخ أم لا , لأنك لا تسمع صوتك ولا تسمع بكاءك، ولا تقدر أن تفصل صوتك عن صوت الآخرين، فالمناحة عامة والبكاء جماعي. هذه الساحة التي قيل لي أنها ساحة الأربعين عَرَفَتْ أشد وأدهى. عَرَفَت الجثث المدلاة من المشانق المنصوبة وعرفت المهاجع المحيطة فيها إطلاق الرصاص على النزلاء وشهدت ركوب جنود على ظهور ضباط معتقلين من رتب عليا يُضرَبون بالسياط على رؤوسهم ومؤخراتهم وقد سال الدم من ركبهم.

لا أعرف حتى الآن عدد الذين أغمي عليهم، كما لا أعرف من مات. الضرب كان لأجل الموت دون ذرة من شفقة. دون ذرة من رحمة. يدلك هذا الضرب على أن لدى الضارب صلاحيات مفتوحة، ولا حدود لها. بل ربما إذا أفنى نفساً بغير ذنب له مكافأة ويأخذ تعويضاً مجزياً، وإجازة مفتوحة على ليالي “ألف ليلة وليلة”.

كثيراً ما راودتنـي مقارنـات بين حكم الفرنسييـن والإنكليـز لمنطقتنـا وبيـن الحكـم المسمى وطنياً فوجدت الأفضل لو بقي المستعمرون. أقارن بين اعتقال ابراهيم هنانو أو عبد الرحمن الشهبندر ومحاكمتهما وبين اعتقالنا وتقديمنا للمحاكمة بعد عشر سنوات. محاكمتهما كانت علنية وتبرع للدفاع عنهما محامون وتم ذلك إثر مضي نصف شهر على الاعتقال. أما نحن فلا محامون ولا من يحزنون بل محكمة استثنائية وغير قانونية.
فتـرة الاستعمـار انتجت مناضليـن زينـوا صفحـات التاريـخ كسلطان الأطرش وعز الدين القسام وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي والشهبندر ومريود ومحمد الأشمر وسعيد العاص. فترة الحكم الثوري والوطني أنتجت عوائل معروفة نهبت وهتكت وبالت على الوطن . وكما هو سجن “تدمر” سيء السمعة والصيت , كذلك مديره المقدم فيصل غانم من قرية “الهنادي” قرب اللاذقية سيء السمعة والصيت. وهو يسرق قوت السجين ويرتشي ويقتل دون شفقة ويجمع الذهب الرنان من أهالي بعض السجناء كي يروا أولادهم ولو لدقيقة واحدة.

الكلام كثير ولكن يكفي ذلك

عن أحمد سويدان

أحمد سويدان
أديب وصحفي متقاعد من مدينة السلمية، معتقل سياسي سابق لمدة إثنا عشرة عاماً ونصف 1982- 1994. أصدر بعد خروجه من المعتقل ثلاث روايات قصيرة: الزمن العقاري، كذبة نيسان، ومرآة الأنام، حيث تمكن من إعادة انتسابه لإتحاد كتاب العرب، بالإضافة لمجموعة قصصية عن مدينة السلمية بعنوان "خيوط تقطعت".

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.