الصفحة الرئيسية / زوايا / ماذا لو لم أكن مثلك…؟

ماذا لو لم أكن مثلك…؟

 

 

 

عدنان أحمد

لا توجد إنسانية فيها كل معاني الوحشية، إلا عندما يفقد المرء في محيطه القدرة على الحفاظ على حياة متكافئة، فما بالك لو وصل لدرجة لا يستطيع الحفاظ فيها على حياته.
إن أهل كل عصر مسئولون جميعاً عن الجنون الذي يحدث في عصرهم لأنهم أوحوا لذاك الجنون على نحو ما بأن ينتشر، ولأنهم لم يتدخلوا لمنعه.
كما هم مسئولون عن الصراع في ما لا يفيد ولا يقدم، كما هم مسؤولون عن الجريمة والتخلف لأنهم لم يتدخلوا لتغير أنفسهم وبالتالي تغير المجتمع والواقع

ماذا لو اختلفنا بالعقيدة؟
أنت لك عقيدة أو مذهب أو إله، ولغيرك غيره، فمع من الصواب، ومن الحكم في الاختلاف بينكما؟ .. كلاكما يزعم بطفولة فيها كل الكبرياء أنه هو الصواب ، وأن الحكم هو البرهان، زاعماً أنه هو الصواب كل الصواب، والبرهان كل البرهان، وإذن فمن هو الباطل والخطأ ؟

لا أرى منظراً ساخراً ومهيناً أبلغ من أن أرى رجلين أو طائفتين محتلفتين على المذهب أو العقيدة أو الإله، يدخلان في حوار حاد، هذه الطائفة ترى أنها هي الحق كل الحق وأن المخالفة لها هي الباطل كل الباطل، ثم تدعي الطائفة الأخرى نفس الدعوى! إن الرجلين أو الطائفتين لتستحقان كل الرثاء بدل الغضب أو الكره.

حينها:
إن كل متدين يقول بكلامه أو بسلوكه : الحق معي أو عندي إنما يعني:
أنا الحق أنا الله أنا النبي أنا الكتاب المقدس.
وكل معاكس له غير مؤمن وقال مثل قوله بأن الحق معه فإنما يعني:
أنا الطبيعة أنا الحياة أنا التفسير للطبيعة وللحياة.

ماذا لو اختلفنا في القومية .؟

القضية مرتبطة بذاكرة الشعوب فيما تخص القومية , مرتبطة بتلك العلاقة الأسرية التي تولد بين أبناء البيت الواحد من حنان وحب الأم والأب وترابط الأبناء مع بعضهم، صلة الدم، لون الوشاح التي كانت تميز جدتك عن باقي نساء المختلفات عنها باللغة والدم، شكل التفاعل الوطني في نبرة جدك، شكل الأرض المنعكس على وجهه وتجعدات جبينه، هي علاقة الواجب المتوارث والحق المولود في الزمن الذي تعيشه، لتتعدى العلاقة الدموية تلك من الأسرة الصغيرة إلى الكبيرة.
بنفس الوضع والحالة، إذا اجتمع رجلان أو قوميتان وتجادلان في العزة والتاريخ والكرامة، والبطولات، ما أسخف الحوار وما أكثره شعورا للمراقب بالرثاء عليهما،
فالحضارة التي نتناولها اليوم هي حضارة إنسانية، خليطه. لا يمكن أن يتجادل شخصين ليصلا في النهاية أفضلية احدهم على الأخرى، تراكمات الحياة وتراكم نتاج أفرادها من مختلف الحضارات أنتجت هذه المدنية الراهنة التي نتمتع وفقاً لنصاعة عقولنا ووضعنا المكاني في المقدار المتوفر لنا منه.

حينها :
إذا تجادل رجلان من القومية العربية والتركية :
فمع من الحق؟ ومن اعز واعلي مكاناً؟..  اعتقد بأن كل عربي يقرأ ما كتبته اليوم سيقول في قراره نفسه، نعم لكن العرب خير الناس فالله اختار خاتمة الرسل منهم، وبلغتهم ,
لكن أن أتينا اليوم أيها الظان في نفسك ما ليس لك به من فضل. ماذا تشكل اليوم في لغة الحضارة الإنسانية أكثر من غيرك؟
لنعود ونقول التفاعلات المكانية والزمانية للقوميات، تؤكد تبادل الأدوار في تفاعلها لبناء الحضارة الإنسانية.

ماذا لو اختلفنا في الإنسانية ..؟
يحدث كما هذا، ويعجز المرء عن أن يضيف أي شيء، سوى القرار.. لا عودة لحكم العسكر.. لا عودة لحكم الأمن… لا عودة لحكم الفساد والمافيا… لا عودة لما قبل هذه الثورة .

وهذه الصورة لكي نحفظ ما تبقى من ماء الوجه، الكل يعلم ما بداخل الصورة من الم وقهر.

هي كلمات قليلة تقال هنا :
لا حق يموت وورائه مطالب، ولا قدرة لمخلوق أن يحجب الحقيقة عن الناس، صرخة المظلوم اقوي واشد من زئير أي حيوان مفترس.

 

 

 

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.