الصفحة الرئيسية / زوايا / قصة لم ترد في كليلة ودمنة

قصة لم ترد في كليلة ودمنة

نور مرشد

رأى الحمار حصانا يبول على صورة للأسد علقها على جذع شجرة في الغابة بصفتها مملكته التي ورثها أبا عن جد على حد قوله, فصاح الحمار مستنكرا: “إنها صورة الأسد ملك الغابة تلك التي تبول عليها! ألا تخشى بطشه”.

فأجاب الحصان: “وأين هو ذلك الأسد الذي تتحدث عنه؟ لم نعد نراه أبدا منذ تمردت عليه رعايا المملكة”. وأضاف: “وحدكم أنتم الحمير من ينطق باسمه ويرفس بحافريه الآن. تصوّر أن الأسد يعول الآن على الحمير لاستعادة مملكته وحمايته. فكيف سنخشاه؟”. فرد الحمار بغضب: “وهل تظن أن الحملان والأرانب ستتجرأ على ملكها بعد هذا العمر؟”. وأجاب الحصان: “ألم تعلم بعد أن الحملان والأرانب خلعت فروها الناعم الآن وبرز لها أشواك حادة بدلا عنه فازدادت جرأة ورمت الخوف وراء ظهرها!!”. “هل يظنون بأنهم يستطيعون مواجهة الأسد؟ ربما تخلو عن خوفهم, ولكنهم بهذا يزدادون غباء”, رد الحمار مستهزئا.

فقال الحصان: “انظروا من يتحدث عن الغباء! الأسد ينهش لحومكم وأنتم ترفسون دفاعا عن مملكته. لقد اختفى أسدكم عن الأنظار وباتت الفئران ترعبه, وما زلتم ترتعدون أمامه خوفا وأنتم لا تدركون حتى الآن أنه لا يرى فيكم سوى حوافر قوية ترفس من يقترب من عرشه”.

وانفجر الحمار ناهقا غيظا: “هل تعتقدون أن حفنة من الخيول والحملان والأرانب ستحكم غابتنا هذه بدل الأسد؟ إنكم تحلمون. فإما الأسد أو نحرق الغابة.” وعندها انتبه الحصان وقال: ” أعرف أنك حمار, ولكن ظننت أنه بإمكاني كسر القاعدة. فالج لا تعالج.”

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.