امرأه…

من النافذة الخلفية
تكتبها نجاة عبد الصمد
خاص لدحنون

 

 

في منامها الرقراق، في فضاء الدار، تحت العريشة، كانت تلفّ عرائس اللبن بأصابعها الرشيقة العشرة. ست عرائس متساوية، مغمّسة بالزيت.
صحت نشوانة، ومضت صوب ركن الخيمة تعدّ فطور الأولاد بيدٍ متينةٍ لم تشذّب منها قذيفة الشهر الماضي سوى إصبعين.

حبة بندورة لسامر. حبة بندورة لمعين. حبة بندورة لسهى.
“سامحني يا ربّي، سامحوني يا أولاد …بندوراية سامر أكبر من بندوراية معين….”
شبعانين مضوا معا بعد الغداء صوب تلاّت التراب النديّ المفروش غير بعيد عن الخيمة.

في يد سامر غصنُ غارٍ بريٍّ لأحمد، وفي يد معين غصن غارٍ بريٍّ لمنى، وفي يد سهى غصن غارٍ بريٍّ لأمل، وفي يدها المحظوظة بكامل أصابعها تلاقي طيف يد أبي سامر التي تداعب عنقها باشتهاء كانت من قبل تصدّه
” لا يُرفَض لشهيد طلبٌ أو رجاء”

 

عن نجاة عبد الصمد

نجاة عبد الصمد
طبيبة جراحة وكاتبة. صدر لها في الترجمة عن الروسية: مذكرات طبيب شاب (قصص). الشباب جسد وروح (كتاب طاولة). بلاد المنافي (رواية). غورنيكات سورية (مرويات).

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.