الصفحة الرئيسية / نصوص / رأي / أفكار أولية حول الحاجة إلى مواكبة سياسية للأداء الميداني للثورة – إسلام أبو شكير

أفكار أولية حول الحاجة إلى مواكبة سياسية للأداء الميداني للثورة – إسلام أبو شكير

طرحت منذ انطلاق الثورة مبادرات متعددة. وقد رافق هذه المبادرات جدل طويل حول جديتها، أو مشروعيتها، أو قدرتها على تمثيل الثورة، أو الأهداف والغايات والمصالح المستترة وراءها. وبغض النظر عما إذا كان هذا الجدل محقاً أم لا، فإن تلك المحاولات لم تكتمل، لكن الرغبة أو الحاجة إلى وجود جهة تمثيلية تواكب الثورة في أدائها الميداني، وتعبر عنها سياسياً، ظلت قائمة وملحة.

إن الإحساس بهذه الحاجة يكفي ليكون منطلقاً للعمل على التأسيس لمبادرة جديدة تستفيد من أخطاء المبادرات السابقة ونواقصها، كما تستفيد من ردود الأفعال التي تلتها، وتأخذها بعين الاعتبار. وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى إخفاق تلك المبادرات من جانبه الإيجابي، لأنه أتاح الفرصة للكشف عن أخطاء ونواقص بات من الضروري تجنبها. فتلك المبادرات التي لم يتسن لها أن تكتمل كانت لها إيجابياتها من هذه الناحية على الأقل.

لقد أصبح واضحاً أن الدعم الجماهيري لأي مبادرة جديدة يقتضي أن تكون وراءها أطراف لها وزنها، بمعنى أنها تتمتع بأقدار معينة من الوعي والمصداقية والخبرة والقدرة على التأثير. ولحسن الحظ فإن تلك الأطراف ليست مجهولة، ولا يحتاج الوصول إليها إلى عناء كبير، وقد يكون من المفيد الاستئناس بالقائمة التي طرحتها مؤخراً مبادرة (المجلس الوطني الانتقالي) للتعرف إلى هذه الأطراف، خاصة وأن ردود الأفعال التي تلت إطلاق مبادرة المجلس تركزت حول قضايا إجرائية تنظيمية بالدرجة الأولى، أما الأسماء المقترحة فيها فحظي معظمها بتوافق كبير كما هو واضح.

ولأن البدء من نقطة الصفر لن يكون مفيداً في حالٍ من الأحوال، فإننا لا نشجع على نسف مبادرة المجلس كلياً، بل ندعو إلى الاستفادة من بعض النقاط الإيجابية فيها، ومن هذه النقاط على سبيل المثال اختيارها للدكتور برهان غليون ليكون رئيساً للمجلس، فهو شخصية تتوافق عليها الكثير من القوى الوطنية فيما نعلم. إن من الممكن غض النظر الآن عما أشير إليه من أخطاء أو عثرات أو قصور في طريقة الإعلان عن المجلس، كما يمكن غض النظر عن النوايا التي كانت وراء الإعلان عنه، والتي أثارت بعض الجدل، ثم عن الظروف والملابسات التي صاحبت تسمية أعضائه لا سيما أن معظمهم لم يستشر في ذلك. ولنبدأ من نقطة معينة تتعلق بشخصية الدكتور برهان غليون الذي اختير رئيساً للمجلس، لنعدها نقطة التوافق الأولى التي يمكن استثمارها والبناء عليها، ولنطور ذلك إلى اعتباره تكليفاً له للقيام بدور ما في هذا المجال.

ولكي يأخذ التكليف مشروعية جماهيرية، فإننا نقترح صياغة بيان يطرح للتوقيع، ويتضمن تكليفاً مباشراً وصريحاً له للقيام بهذه المهمة، على أن يكون الأمر مؤطراً بخطوتين أساسيتين:

1ـ أن يكون التكليف مقيداً مبدئياً بإعداد قائمة قصيرة تتكون من عشرة أشخاص على الأكثر مهمتها الاتصال مع كافة القوى الوطنية في الداخل والخارج، لاستمزاج آرائها، واستلام ترشيحاتها لمن تثق به وبقدرته على أداء واجبه الوطني، والخروج بعد ذلك بقائمة طويلة تتكون من مئة شخصية (أو أكثر أو أقل بحسب ما تقود إليه الظروف).

2ـ يدعى هؤلاء الأشخاص إلى مؤتمر يعلن فيه عن (مجلس وطني ـ هيئة عامة ـ اتحاد قوى وطنية…..)، ليكون جهة تمثيلية للثورة، ينطق باسمها، ويعبر عنها، ويمثلها أمام الجهات والمنظمات الإقليمية والدولية، ويمكن أن يكون فيما بعد نواة لقوة سياسية تمثل البلاد بأكملها في حال حدث أي فراغ..

إن الكرة الآن في ملعب شخصية قيادية بعينها هي شخصية الدكتور برهان غليون، ليقوم بدوره، باعتباره الآن نقطة تكاد تتفق عليها جميع القوى الوطنية، ولها مكانتها بين شباب الثورة، لذلك نوجه الدعوة للبحث في إمكانية تفويضه جماهيرياً ليبدأ العمل على الأسس التي ذكرناها، للانتقال بالثورة إلى مرحلة جديدة يتكامل فيها العمل الميداني مع العمل السياسي، وهو ما تبدو الحاجة إليه الآن ماسة وملحة، وأي تأخير في ذلك من شأنه أن يضر بالعملين معاً، مما لا يريده ولا يتمناه أصحاب الضمائر الحية من أبناء وطننا.

——————
عن صفحة إسلام على فيسبوك – أنقر هنا

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.