ورد يا حبيبي

سامر المصفي
خاص بدحنون

 

 

ورد يا حبيبي ….على الرغم من ان الفيسبوك هو دفاتُرنا نحن الآباءُ المجانين لكنه ولحكمة الكترونية قادر على الاحتفاظ لنا بما لا نستطيع الاعتناء به طويلا” وما يجب حفظه بعيدا عن متناول الاطفال.

وبطريقةٍ ما – ستشرحها لي عندما تكبر -يخزن كل ما نكتبه في مكان ..أتخيله كمغارة الكترونية ,وافتح يا سمسم في اي وقت نريد

لذلك يا حبيبي تجدني دائما” أدفن بعض القصص والحكايات والصور في تلك المغارة (لا تخف..لن تجد اشعارا” او نصائح صدقني ,واعدك لن افعل)هي فقط كتابات مبعثرة ,لا همَّ لي منها سوى اضحاكك وتسليتك…كأن تستلقي بجانب حبيبتك السمراء بعد عشرين سنة -ويجب ان تكون سمراء اسمع مني – وتقرأ لها من باب التسلية لا اكثر ما كتبه لك ابوك .

أتخيلّك بعد عشرين سنة -وسأكون سعيدا” صدقني – لو قلتَ لها : انظري كانوا لا يزالون يكتبون (تشرفت بصداقتكِ.)وينتظرون منها ان تضع لايك…ثم تضحكان معا” هكذا: هاهاهاها.ربما ستسالك : شو يعني لايك ؟؟..ستجيبها بقبلة على شفتيها وتقول: هي هذا..لكنهم كانوا يخجلون.

لدي الكثير بالطبع لاخبرك به.يا بني .عن هذه البلاد المذبوحة بعشقنا..والمفجوعة بنا..ولكن لا لن افعل..لديك كل الوقت والحرية لتعرف وتكتشف بنفسك..

آه….هل قلت حرية؟؟؟سامحني ..لن اكررها…لايجب ان تقال هذه الكلمة جزافا”هكذا بعد الآن..

لكني مع ذلك اخبئ لك بعض الاشياء التي قد تحبها وقد تفيدك بلاشك مثلا”: اليوم علمت بان امك – والتي سلبتَ مني قلبَها قبل ست سنوات – قالت لك وانتما في الطريق الى السوق بانها لن تشتري لك الشوكولاه والشيبس والهمبرغر لان البابا ما بعت مصاري…وبأنك كنتَ عاقلا”جدا”,والتزمت بكلامها ولم تحرجها امام كل خلق الله كما كنت تفعل عادة ..
بالله عليك..ماذا دهاك يا صغيري؟

هل صدقت حقا” ان البابا لم يبعث مصاري.؟لم يكن العشم يا ورد.لم يكن العشم .فقط اعلم ان هذا غير صحيح ..واعلم بان امك -الشريرة- لا تريد ان تشتري لك الاشياء التي تحبها بحجة صحتك واسنانك و(بطّونك) -و هالحكي الفاضي-هل تظن يا ولد بأنني اعمل هنا في الخليج تحت شمسٍ تطبخ الحجارة لهدف اسمى من شراء الشوكولاه التي تحب؟
قتلتني يا رجل بالله عليك …

على اية حال…
ساحتفظ لك بهذا النص لعشرين سنة -طبعا انا اكذب ..فأنا أفشل من ان افعل – ولكن لو حدثت معجزة ووصلك هذا الخطاب بعد كل تلك السنوات آمل بانك ستعرف كم احبك.وكم كنت اسعى لان تكبر وانت لا تشبه احدا” غيرك…ولعلك يا صديقي تخجل من نفسك وتعرفني على والدة صديقتك على الاقل
…………………..

 

.\\السمراء انتبه

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون

8 تعليقات

  1. سامر المصفي

    ايمان .يا صديقتي ..أظنني سأفعل….وساعيش …اثق بحسن اختيار ورد ..ويعجبني خطه بالكتابة…لابد ان ام تلك السمراء تستحق عشرين سنة انتظار…
    اشكرك

  2. كم يبدو لي اطراء” باذخا”….لو كانوا عشرين دقيقة فقط….

  3. رائعة.. أتمنى يا صديقي أن تعيش لتسمع رده مع صديقته السمراء

  4. حملتني عشرين عاماً إلى الأمام مليئة بالحب والأمل…رائع

  5. كثير حلوه وشفافه ناصر

  6. اظنني حسنا” فعلت

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.