الصفحة الرئيسية / زوايا / مقام الكهرباء

مقام الكهرباء

مقامات إبن البلد

 

فهمنا أن التقنين هو سبب قطع الكهرباء الجزئي لعدة ساعات في اليوم عن المناطق الآمنة، قد تصل إلى 12 ساعة. لم يسأل أحدٌ لماذا التقنين؟.. لا أحد يعرف لما لم تنخفض قيمة فاتورة الكهرباء أبداً رغم أن الاستهلاك ــ نظرياً ــ يجب أن ينخفض حكما مع الانقطاع الطويل، والكل يدفعون فواتيرهم، ولم يعترض منهم أحد.

مراقبة التقنين تكشف أن الكهرباء تنقطع في أحياء الفقراء أكثر من أحياء الأغنياء (خيار وفقوس)، ولا تنقطع أبداً عن الأحياء التي تتواجد فيها فروع الأمن، ولكنها تنقطع في كل السوق في أوج الزحمة من الساعة 10 إلى الساعة 12 وكانت قبل مدة تنقطع 3 ساعات صباحاً.

حينها شكّل التجار وفداً ذهب إلى المحافظ يشكو له شلل السوق. أجابهم المحافظ بالحرف:

“قبلكم جاء إلى مكتبي فقراء الناس يشكون الظلم. وطلبوا إليّ أن نقطع الكهرباء عن السوق أيضاً أسوةً بهم، ووعدتهم خير وبرّيت بوعدي. ولكنني كرامةً لزيارتكم يا تجّار( يعني: كدّتكم على مكتبي..) سنقلص القطع عن السوق من 3 ساعات إلى ساعة واحدة. يعني: (لايموت الذيب ولا يفنى الغنم)”

هنا يدبّ الحماس في شيخ التجار فيقف وينتخي أمام المحافظ: {ولعيونك سيادة المحافظ راح نقسم البيدر بالنص. خلي القطع علينا ساعة ونص مش بس ساعة وهيك منكون رضيانين نحنا والشعب} وهذا ما كان!

يمكن بتعرفوها للنكتة: كان في حاجز عليه مسلّحين. ما بمرّقوا حدا إلا بعد ما يغتصبوه. وهالناس ما بدها غير تيسير أمرها. يعني يقبلوا بالاغتصاب ويتيسروا على أشغالهن. بس الاغتصاب كان ياخذ وقت كثير، فصار في دور وسيارات وناس واقفة بالشوب تأخرت على شغلها وانضربت مصالحها. فاجتمعوا هالواقفين وتشاوروا وكتبوا عريضة وقّعوا عليها الكل: (سيادة رئيس الحاجز: لو تكرّمتو علينا…تأخرنا عن شغلنا… كثروا لنا النيّيييكة).

 

 

شرح المفردات: المناطق الآمنة هي المدن الخالية من العصابات المسلحة. السويداء مثلا.

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.