الصفحة الرئيسية / نصوص / شهادات / خالد الخاني - حماة ١٩٨٢ / تاريخ النظام الإجرامي – شهادة للفنان خالد الخاني 8 / 8

تاريخ النظام الإجرامي – شهادة للفنان خالد الخاني 8 / 8

خالد الخاني
خالد الخانيkh1982

لا اعرف ماذا اصابني اليوم…؟ عشت لاروي لكم طفولتي بمجزرة حماه 1982

لم اكن الشاهد الوحيد الذي نجا من تلك المجزرة..

روى لي صديقي قصته، ودائما نحن اهل اهل حماه نرتكز في تعارفنا على تلك الركيزة التي اصبحت جزءا من تاريخنا ولا بد من التكلم على هذا الجانب كنوع من تقارب الافكار وتوحد الاحلام وتقاسم الآلام.

في حي “سوق الشجرة”، او “سوق السجرة” كما نقول له نحن بحماه، استيقظنا على اصوات المآذن تعلي كلمة “الله اكبر” حتى ايقظت خلايانا، مترافقة بطلقات من الرصاص. خرجنا مسرعين الى الشارع. الناس تملأ المكان والمؤذن ينادي حيّ على الجهاد، وهذا ليس بصوته المعتاد، لنتكتشف انها خدعة من القتلة ليجرونا الى ما نقوى عليه! تم محاصرة الحي من جميع الجهات وبعدها بدأ القصف العشوائي. آه يا “سوق السجرة”، ذلك الحي الجميل. حالة من الاربتاك العنيف تسيطر على الجميع، واصوات السكان تنادي بعضها واصوات الانفجارات المتقطعة تنظم صوت الرصاص ولم اسمع هذا الالم الا هناك.

بدأ انقاذا الجرحى بما تيسر في اللحظات الاولى لعملية القتل المحتم علينا. اؤكد اننا كنا خائفين، ولكن بعد ساعات اعلنا انفسنا. لم يتبقى لنا الا انفسنا والله قبلنا لندافع عن كل شيء. الامر الغريب انني اصبحت كما يجب ان اكون، لم تخفنا دباباتهم ولم يتجرؤوا على الدخول الى الحي، علما انهم كانوا باعداد كبيرة جدا لدرجة ان احدهم اذا رفع بندقيته سوف يصيب من بجانبه. تمركزت الدبابات عند حارة الجسر وشارع 8 اذار الذين سنغير اسمه لاحقا، وفي شارع المغيلة وفي المحطة بجانب مسجد الشيخ محمد الحامد وعند نزلة السبسبي جاء بعض الشباب بعصي وسكاكين واسلحة صيد للدفاع عن الحي الجميل.

متاريس وحجارة واخشاب وكل ما يمكن الدفاع به عن النفس، وخلال اربعة ايام لم يستطع جنود الوحدات الخاصة الدخول لحيّنا واكتفوا بالقصف العنيف… واشتد القصف من الشوارع المؤدية الى سوق السجرة واكثرها شارع 8 اذار وهنا رمزية الكلمة المريرة. الناس حاولوا التصدي للدبابات بصدور عارية وكانوا يتسابقون الى الشهادة ويحملون “المولوتوف”. اسشتهد الكثير من رفاقي وكنا نتسلل عبر الازقة الى شارع 8 اذار ويصعد اشجعنا الى برج الدبابة ويرمي المولوتوف

—–
تمت

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.