الصفحة الرئيسية / نصوص / نثريات / شدّة اذن لمايا
father & Daughter film

شدّة اذن لمايا

سامر سليمان

 

ما عاد لشئ طعم يا ابنتي وتعادلت الازمنة والاحداث بذات الوقع وذات النتائج.
كذبوا علينا كثيراً يا مايا وباعونا حيتاناً في البحر ومواسم فول على الورق وصوروا لنا البحر “جاط فتوش” لنصحوا وقد سرقوا حتى ثيابنا الداخلية، وباعونا في اول سرداق عزاء.
عقدنا يا مايا الاف حلقات الدبكة على اغان (خضرة يا بلادي خضرة) ورددنا حتى بُحت حناجرنا (بكتب اسمك يا بلادي) فلم تغل مواسم ارضنا الخضراء سوى حقد ما زال يُجتر ويُعاد تدويره منذ قرون، ولم يكتب اسم البلاد الا في ملفات الاغاثة في الامم المتحدة.
ستشعرين بذات الشعور ان لبست جوربك على وجهه او على قفاه فلن يختلف سوى المنظر. الثورة الحقّة هي أن ترمي الجورب في اقرب حاوية للقمامة وتدعي قدميك تتنفسان.
جدك يا مايا جعل باب بيته العربي اعرض من اللازم، متحسباً أن أعود انا او اي من اعمامك مساءاً بعرباية العرانيس فنتمكن من ادخالها الى ارض الدار ولا نضطر الى ربطها بجنزير خارج المنزل كان المستقبل المثالي للزلمي من وجهة نظره أن يكون موظفا بالدولة صباحا .. وبيّاع عرانيس مساءاً .. أخاف ان تسخري ذات يوم بنفس الطريقة على فكرة انني اشتريت لك .. كماناً .. وانت في الخامسة من عمرك.
يخالجني شعور منذ ان ضممتك للمرة الاولى في ذلك المساء الكانوني البارد من العام 2003 وحتى اللحظة ان كل ابار البترول ومناجم الفحم الحجري وحقول الغاز في العالم غير قادرة على انتاج طاقة تعادل دفء تلك الضمة.
هناك دائما من سيسعى الى تحويلك الى رقم. احرصي يا ابنتي على ان تكوني المعادلة.
الحلول السهلة.. زبد الاجتهاد ..

حورٌ — مع مايا سليمان.

 

الصورة: Father & Daughter – animated film, ©Michaël Dudok De Wit

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

3 تعليقات

  1. مقال جميل ويتحمل الإطالة قليلاً للعروج بع منعرجات الدهشة أكثر ……. ويتحمل قفلة صادمة أكثر ….. !!! جميل ماتكتب ياسامر وسأقول لك على الخاص بعض اعجابات .

  2. من قلبي إلى قلبك ..سلام

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.