الصفحة الرئيسية / زوايا / ماذا قدم السوريون لبشار الأسد؟ وماذا قدم لهم؟ – ثائر علوان

ماذا قدم السوريون لبشار الأسد؟ وماذا قدم لهم؟ – ثائر علوان








قدم السوريون لبشار الأسد

التغاضي عن تنصيبه رئيساً للجمهورية بتعديل برلماني سخيف وغير قانوني ومفصل على مقاسه،
وكأنما البلاد تخلو ممن هو جدير بالمنصب ويستوفي كل المواصفات الدستورية.
قدموا له التغاضي عن نتائج استفتائين ملفقين تما تحت رهبة عسسه وجلاوزته.
قدموا له أحدى عشرة سنة من الصبر ليتمكن من تحقيق ما وعد به عند خطاب (العرش)
تحملوا اعتقالاته وجرائمه البشعة على أنها من صنع بطانته وأنه يحتاج الوقت لانهاء هيمنتهم.
قدموا له الصبر على مجموعة لصوص نهبوا البلاد والعباد.
قدموا له الصبر على عصابات الشبيحة التي أذلت الناس وأهانت كرامتها على الدوام.
قدموا له الصبر على كل القوانين الخنفشارية، المالية والأمنية والاجتماعية.
قدموا له حسن الظن طوال الوقت متأملين من طبيب العيون أن يلتزم بقسمه الطبي إن لم يلتزم بقسمه الرئاسي.
قدموا له التغاضي عن خروقات أسرته وبطانته، وتحملوا كل أصناف التضييق والغدر والاهانة على مر السنوات.
لم يشتموا عهد أبيه الجزار إكراماً له، بل وأبقوا صور ذلك الجزار وتماثيله في كل ساحة وعلى كل حائط…
بل وتغاضوا عن الصور الإضافية التي طفحت في كل شارع ومتجر للقائد الشاب وشقيقه المندثر وشقيقه الآخر المتعنتر بل حتى صور نصر اللات الذي أفسد الحياة اللبنانية.
انتظروه طويلاً ليرد في الوقت المناسب والمكان المناسب على الاهانات الإسرائيلية، ولم تحن تلك اللحظة على الرغم من مرور عقد ونيف من حكمه السعيد…
وماذا لم يقدم السوريون… لا شيء، عاملوه سيداً وقائداً ورائداً… وعلى الدوام أبى ذلك…
وفي الثورة الأخيرة قدم له الشباب الدماء الزكية ليتجاوب معها ويتحين الفرصة ليكون زعيماً حقيقيا وشرعيا وقائداً للآمال، لينضم إليهم ويتخلص من كل الحاشية التي كان الشعب يظن أنها لا تفسح له المجال ليطل بنبل طبيب وبأس قائد…
..ماذا قدم لهم بشار الأسد
عدا عن سنواته العجاف الملأى بالذل والقمع والجوع والمرض والبؤس والإهانة….
قدم لهم المزيد من القتل من خلال أجهزته الأمنية الرسمية وغير الرسمية وشبيحته التي استوصاها باطلاق النار على الرأس لئلا يصاب المتظاهرون في أنحاء أخرى تجعلهم يتألمون طويلاً.
قدم لهم عصاباته الأمنية تعتقل وتعذب الناس في الساحات والمعتقلات.
منع جرحاهم من بلوغ المستشفيات، وسرق جثث قتلاهم، ونحر من اعتقل من الجرحى بدم بارد.
هاجم المدن بالدبابات وواجه الناس العزل المنادين بالحرية بمدافع الدبابات..
ملأ الملاعب بالمعتقلين وأذلهم وعذبهم وأهانهم.
اعتدى على المنازل والمحلات وحارب الناس في خصوصياتهم وأرزاقهم وطعامهم وشرابهم.
أجج البغضاء عند طائفة ونشر المزيد من الافتراقات والشكوك على المحمل الطائفي
قتل الشرفاء من الجيش واتهم المتظاهرين العزل بقتلهم.
سجن الناس في بيوتهم ومنع صوتهم أن يصل إلى العالم. وعتم على آلامهم.
ضحك من قتلاهم، وهددهم في وسط البرلمان المليء بالأوغاد والبلهاء المحسوبين على أنهم يمثلون الشعب.
كتم الأصوات الشجاعة بحشرها في المعتقلات وملاحقتها وقبركة اتهامات واستصدار قرارات ليس لها أي وجه قانوني منصف… لمزيد من التعتيم على جرائمه.
وهذا كله غيض من فيض، ويبقى السؤال المحوري:
لماذا رفض بشار دعوة السوريين له بأن يكون زعيماً تاريخياً وقائداً فذاً…. واختار أن يكون زعيم عصابة إجرام وقتل وسرقة، وأن يكون في خدمة شلته من قطاع الطرق…
لماذا رفض أن يكون رئيسا لشعب حر، وفضل أن يكون قاطع طريق؟؟؟
—————————————————
عن جدار
10/05/2011

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.