الصفحة الرئيسية / تجريب / ثلاثة مسامير في خشب الروح
مجد كردية, خمد عبود، دحنون

ثلاثة مسامير في خشب الروح

حمد عبود

 

 

“فرقُ توقيتٍ لا إرادي”

في البلدِ الآخر، أقصدُ البلد الذي لا تريد أنْ تكونَ فيه، أنْ تكونَ ساعتُكَ مضبوطةً على توقيتِ جرينيتش، لن يفيدك في شيء، وعندما تُخطط لسيناريو انتحاري ستتفاجأ بأنّ المُخطط سيفشل لأنّك لا تعرفُ ساعةَ البداية من ساعة النهاية، وبطبيعة الفرق نفسه لا تعرف الساعة التي يجب فيها إسقاطُ مرساةٍ لهذه الحياة المسرعة.

 

 

“توقفْ عن التنفس”

عندما عُرِضَ علينا إكسير الحياة كان يجب أنْ ننتبه إلى ضرورة أن نشربه في حضرة الله, لو أنّ أحدنا تشجع و نبسَ بكلمة واحدة, ماذا يعني أنْ نكون ضيوفا ثقلاء على الفضاء الواسع نخدم ملائكته أو حتى ندهن السواد بالسواد.

أولادٌ مهذبون نحن أخذْنا هديتنا و ركضنا إلى أقرب تلفاز لنتجرع الإكسير على الكنبة، و شاء الله أنْ تكون الأرض قرارا والسماء بناء وركضنا نجولُ في الأرض وعيوننا معلقة في السماء نُمعِنَ في كسرِ المسافات.
إلا أنّ أبانا الذي أوصانا بألا نبتعد، لم يخف علينا من الذئاب أو البرد أو الساحرات أو الشعر المقفى إنما خاف علينا من فرق التوقيت الذي سيتسع ويتسع ويتسعُ..

أبونا كان يعرف بأننا نقعَ في هوةِ فرقِ التوقيت وسنحصد الانتظار وحسب.

 

 

“اصنعْ لكَ تابوتا من الشوكولا ”

ثلاث مرات قبل النوم، كنتُ واثقاً، أردد أسمي كاملا و أهمس بأحد أسماء الموت التي أعرفها
“المتعثرُ المؤثِرُ الجارح
الفاجعُ المهمِل الفادِح”
كنتُ واثقا , بأن الموت سيأتي في الحلم و أني سأراه من بعيد على الرصيف الآخر وألمحه وهو يلعب بلفحة الصوف أو يلوِّح بمسبحة من العظم، كنتُ واثقا بأني إذ رأيتُ الموت في الحلم كثيرا سأتعرف عليه في الحقيقة، كنت واثقا بأنّ الحلم سيكون محاولةَ نجاةٍ من المحتوم، كنتُ واثقا بما يكفي لأنامَ في تابوتٍ من الشوكولا المُرّة وأنا أتمنى أنْ تكونَ أسنانُ الموت مليئةً بالتسوس، ربما للتشفي بلمعةِ الوجع وهو يأخذُ روحاً ويدسُّها في فمه الممتلئ.

 

 

 

الصورة: مجد كردية

عن حمد عبود

حمد عبود
مواليد دير الزور هندسة اتصالات -جامعة حلب له مجموعة بعنوان " مطر الغيمة الأولى " عن دار أرواد - طرطوس محل الإقامة غير ثابت حالياً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.