عن ومضاعفاتها

صباح منافق ينتظر في نهاية النفق

جار يطير حمامات من قصدير

ويصفر لها بالمسدس

قطة بيضاء ينمو النمل على وبرها

وشارع متورم بفراغه

سرطانات تعدت عمر الفطام

وأولاد يستنشقون البنزين

زيت الحيتان يزل من ثياب محسن عطوف على الأيتام

إله شارد في نرجسه… يبيض وجهه بالغيم

ونجوم معاقة على أكتاف هزيلة

قبرة تفضل الكلارينيت على صوتها الشجي

وذكور ينفخون في البوق لوحدهم

أمهات خيطن أثداءهن بالمشدات

ومعجون أسنان لا يلطف الألسنة

أرواح منخورة ومطارات على وشك الطيران

قصائد غزلية مثقوبة

ونساء يخبئن هرموناتهن الذكرية بالنجاحات

أيها الإله الجالس أمام مرآة مكياجه

اعصر علينا غيومك لنغتسل ولو تيمما

استقل “أسانسيرا” رخيصا وانزل لتنقذ ذلك الطفل من صورته على الشاشة

أو لتفرض تغييرا جذريا على فترة برامجك المكرورة

كل هذا الفراغ حدودك المتقنة

كل هذا الفراغ حدودك الممحوة

فالخشب صار ورقاً.. والورق أصبح خشبا

النسور مخصية حتى إذن طيران آخر

وابو بريص أصبح أبا المكارم

وانا ….

هذه السمكة العمياء

لم أعد أراك في بحرنا

أوفي البحار المجاورة

أيها الله

آلاف الندامى وما من قطرة عرق واحدة

ملايين الكلمات وما من نبضة واحدة

مئات الأصدقاء وما من كتف صريح ليقطعني

شوارع وأقبية وحارات وسيارات ومؤسسات ومراحيض

وما من بلد واحد

ليسجنني أو يستوزرني أو يقتلني

هل حدثتك عن صاحبي الذي كان يظن أن للإسمنت طعم الكيك

عن جدتي التي اختنقت بخرزتها الزرقاء

عن والدي الذي مازال يظن أن المشكلة في نظاراته

عن أمي التي تخطئ بالفاتحة وتصلي قيام الليل

عن جدي العتيق كهرم فارغ خال من الألغاز

عن خالتي التي وأدها الريف واغتصبتها المدينة

عن مدرسي الذي مازال يحمل الدستور في جيبه

عن صديقي الذي قال لي بعد أن أصبحت أصلعا

“غرتك بحاجة إلى تمشيط ”

عن بائع العرق الأشقر الذي سمح له المسيح أن يبيع الخمر في حاراتنا التي تشك في صلبه

عن حبيبتي الأولى التي نامت مع أخي لأنني” متحرر ”

عن ضيعتي التي رشت الماء البارد على عضو أحدهم حتى تفلته الكلبة

عن فأس راسكولنيكوف الذي شج رأسي

عن قصائد الماغوط المحدودبة الظهر

عن المسرح الذي جرب بدمي مدارس جديدة في الاضطهاد

عن الشعر الذي يعلق كالتبن على لساني بعد الحصاد

عن شارات المرور البلهاء التي لا تنظم نفسها

عن السجائر التي تدخل صدري لتنام بصخب

عن صديق آخر تعلم التجارة توا فباعني

عن شرطي أخذ تذكارا عزيزا من شعري ورماه

عن ….عن ……..عن …..

لقد أخذت من وقتك الكثير

عد إلى نرجسك وتابع مكياجك بهدوء

أنا آسف …..

دمشق 28.4.2010

الصورة: مقطع من تشكيل لشدى الصفدي