مدخل قرية الدويرة، السويداء
مدخل قرية الدويرة، السويداء

مقام الخطف خلفاً

ابن البلد

– عن الخطف في السويداء –

 

في قرى الدويرة، حرّان، لبّين، جرين، لم تهدأ المناوشات بين السكان والبدو منذ احداث “كتيبة الكيميا” التي أراد الجيش الحر الاستيلاء عليها منذ منتصف 2013. (موقع الكتيبة غربي قرية الدويرة تماماً) يومها وفي الهجوم الأول للجيش الحر طلبت كتيبة الكيمياء دعماً ومؤازرة عاجلة. وحدث أن تأخر الدعم، ثم وصل لكن ليس بجنود نظاميين ومدربين إنما برجال جيش الدفاع الوطني، الذين غالبيتهم من قرى قريبة. وجد جماعة جيش الدفاع أنفسهم في موقفٍ لا يحسدون عليه. كانوا أنزلوهم خلف القرية في خطةٍ (اعتبروها محكمة) ليلتفوا على جماعة الجيش الحر من الخلف بينما الجيش النظامي أمامهم، فيصير الحر بين فكيّ كماشة. فوجئ جماعة الدفاع الوطني أن خسائر كبيرة وقعت في صفوف النظاميّ فتراجعوا وفرّوا إلى أن تشتتوا تماماً. هنا اعتبر جماعة الدفاع الوطني أنه غُرّر بهم في معركة غير متكافئة أبداً، وأنهم أصلا لم يتلقوا التدريب الكافي ولم يشرحوا لهم حقيقة الميدان الذي أُقحموا فيه، فتراجعوا هم أيضاً بعد أن حرقوا منازل البدو (عمّر البدو بيوتهم على الجزء الغربي من أرض الدويرة وصاروا من سكانها الدائمين). والبدو الذين يعمل معظمهم عملاء مزدوجين للنظام وللحرّ لم يحركوا وقتها ساكنا (كما عادة يكمي البدوي على ثأره إلى حين).
تراجع جماعة الدفاع الوطني إلى الخلف واختبؤوا وسط الدويرة التي نزح أهلها أثناء المعركة من بيوتهم إلى مدينة السويداء أو إلى القرى على طريقها (المزرعة، ولغا…). حين وجد جماعة الدفاع الوطني أنفسهم وحيدين في البيوت الخالية ولم يأتهم الأمر بعد بالعودة إلى قراهم بدؤوا بنهب هذه البيوت وحين عادوا أشاعوا أن البدو نهبوها. (اثنان منهم سرقا شاشة LCD 42 بوصة واختلفا على تقاسم ثمنها فأطلق أحدهما عليها 7 أو 8 رصاصات من شدة غضبه، وضاعت عليهما كليهما). ومن يومها بدأ الخطف المتبادل بين أهل الدويرة والبدو، الذي لم يهدأ حتى اليوم.
ووسط مسلسل الخطف هذا لم يعد السكان يأمنون مغادرة بيوتهم لأي سبب. حتى أنهم لا يعرفون بالتحديد من هو عدوهم: هل هم البدو وحدهم أم هناك جهات أخرى؟! تكون سيارة أحدهم على طريق السويداء مثلاً، وفي منطقة خالية على الطريق تتفاجأ بنصب حاجزٍ طيار أمامه ملثمون. يوقفون السيارة يسرقون كل ما يملك السائق أو السيارة أيضاً، وقد يضربونه بمنتهى الحقد والأذى. صاروا يتفقون على السفر كجماعاتٍ لقضاء أشغالهم: هذه إلى الطبيب، وذاك إلى المصرف أو دائرة الخدمات أو الهاتف أو الكهرباء…(طبعاً لا يغادر أحدٌ قريته بداعي الزيارة أو الترفيه). يتجمعون في سرفيسين أو أكثر ويسيرون كقافلة تتفرق في السويداء إلى مقاصدها. وأينما حلّوا سيعلم الجميع أن عليهم تسيير أمرهم وتقديمهم على سواهم لأنهم مضطرون أن يعودوا معاً في ذات القافلة وفي أسرع وقتً وحتما قبل الغروب. ومع هذا فقد أطلقت نيران مجهولة على السيارات أكثر من مرة

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.