الطُرقات

انتصار دوليب

 

 

هذه الشوارع الملساء مثل عيون غريبة، المُبعثرة مثل حظوظ الشعراء والمُبللة أكثر من كراسات الموتى.

الشوارع التي تعبرنا مثل وجوه تجتمع في المساء, تنظر صوبنا حادةً ..وترحل.

نمضي بينها مثل وعود في الريح, وأشباح نهرٍ لا تظل تحت سماء واحدة

ننزلق عليها مثل مُقدمات السفن التائهة

للضياع على الأرصفة الوضيعة وقار نبيل.

 الشوارع تتلوى مثل فتية لا يعبأون بالفضائل

بعيونٍ مائلة تنحرفُ عند كل عتمة

 تتقاسم معنا أذرع المدينة كإناث الليل الجميلات

مثل طيرالعسل الأسود حلو المذاق

 لا جدار له ولا سقف

أيها الطرقات الحكيمة التي تُسيئ إلى جمال البيوت بضيائها المُتخثر المُبلل بغضبةِ السماء

 الزاهدة مثل ميت لا يعتني بجلده

المتأرجحة كـ عين خاطئة

والمُقلقة مثل مخدع فينوس

أيتها الجُمل المملوءة بـ أقداح النبيذ

لقد خُلقتِ فقط

 لكي نرحل عليك جيدا.

الصورة عن مدونة whywelsh

 

عن انتصار دوليب

انتصار دوليب
من مواليد القاهرة، كاتبة وفنانة تشكيلية. مؤسسة ورئيسة تحرير مجلة توليبس المتخصصة في الترجمة بالولايات المتحدة, مُؤسسة ومديرة مُشاركة بموقع الأرجوحة الأدبي. صــدر لها ديوان شعري بعنوان " حدثتني نافـــذتي ولها أعمال شعرية أخرى معدة للطباعة

تعليق واحد

  1. كنت هنا أحتسي هذا الوجع وأجول في طرقاته

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.