الصفحة الرئيسية / نصوص / رأي / شكري القوتلي ١٩٤٨
members of Syrian National Bloc, اعضاء حزب الكتلة الوطنية في سوريا فترة الإحتلال الفرنسي
members of Syrian National Bloc, اعضاء حزب الكتلة الوطنية في سوريا فترة الإحتلال الفرنسي

شكري القوتلي ١٩٤٨

سامر المصفي

 

اول من عدّل الدستور من اجل التمديد لولاية رئاسية ثانية هو شكري القوتلي في العام ١٩٤٨، من دون ان يثنيه نضاله لثلاثين سنة في العمل الوطني من اجل ارساء الاسس الديمقراطية ومبادىء الحياة البرلمانية منذ المؤتمر السوري العام سنة ١٩١٩ والذي يعتبر نواة اول مجلس نيابي في تاريخ سوريا. 
ولم تثنه كلمة سعدالله الجابري (رئيس وزرائه) المؤثرة مخاطباً أعضاء المجلس قبيل التصويت والتي وصلت حد الاستجداء بعدم فتح ذلك الباب الذي سيعبر منه الطغاة ذات اليوم. 
كذلك لم يثنه الخطاب الناري الذي وجهه اليه سلطان الاطرش ومن دون حتى مخاطبته كرئيس برسالة تبدأ بـ:

“دمشق، شكري القوتلي،
بقايا السيوف في جبل العرب تستنكر فعلتكم المشينة … الخ”

نسي حتى انه و رفاقه من رجال الكتلة الوطنية في البرلمان هم من رفضوا انتخابات عام ١٩٣٢ لشبهة التلاعب بالنتائج ومن ثم رفضوا التوقيع على اتفاقية الصداقة الفرنسية سنة ١٩٣٣ والتي ادت الى حل المجلس النيابي وتعليق العمل بالدستور، ما اشعل المظاهرات و الاحتجاجات، ولاحقاً العصيان المدني والاضراب الستيني الشهير الذي افضى بدوره الى معاهدة الاستقلال ١٩٣٦، فالاستقلال
تناسى كل ذلك وعدل الدستور بنصف ساعة وصادق على القرار المجلس الذي يشكل حزبه والكتلة الوطنية غالبية اعضائه مفتتحاً بذلك عهد الهوس الرئاسي الذي بدأ بحسني الزعيم ولم ينته ببشار الاسد.

ليس من الانصاف بالتأكيد وضع البيض الفاسد كله في سلة القوتلي، او التعامي عن الاصابع الاوروبية في اجهاض حلم الدولة الوطنية
ولكن من نكد التاريخ علينا ان نتذكر ان السوريين اشعلوا المدن بالمظاهرات و العصيان المدني السلمي عندما مسّت فرنسا المحتلة معايير العملية الديمقراطية ولم يخرجوا في مظاهرات مماثلة عندما فعلها القوتلي او عندما علق حسني الزعيم العمل بالدستور عام ١٩٤٩ و غير نظام الحكم من برلماني الى جمهوري رئاسي.

ألأن فرنسا عدو خارجي و دولة محتلة؟؟
اين سمعنا هذا الكلام مؤخراً ؟!!!

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.