الصورة: عن رسم لبسمة شيخو
الصورة: عن رسم لبسمة شيخو

لم أُدرك

لم أدرك أني في سفينة
إلا حين خرقتها كلمة (أحبك)
وبدأت أغرق

***

لم أدرك أني أسكن الغيم
إلا حين بكت السماء
فانهمرت ضاحكة على وجنتك

***

لم أدرك أن المحيط صغير
وبإمكاني قطعه بقبلة
وأني إذا هرولت إليك
تتدحرج الكرة الأرضية تحت قدمي بسرعة متجاهلة كل قوانين الكون

***

لم أدرك أن العناق
يمنحنا أجنحة ملونة
ترفعنا فوق الخراب
وأن الحكاية التي زرعتها في حديقتي
ستثمر نهايات شهية

***

لم أدرك أن أصابعي حلوة
إلا حين أكلتها ندما
على كل ساعة مرت دونك.
لطشات حبر على ورقة بيضاء.
صورتي النائمة في البئر
حملتها بدلو
سقيتبها حقل قمح
لتذكرني كلما لمحت رغيفا.

***

القمر مرآة علقها الله في السماء،
لأرى انعكاس صورتك أينما كنت.

***

حبات القمح جماجم شاحبة.

***

الأشجار أموات نبتوا من جديد

***

ما القبر إلا ابتسامة حفرت في وجه الأرض

***

وكنت حين أسير بجانبه، أخاف أن أدوس على ظله فيتألم.

***

أحلامي عنك ماهي إلا ذاكرة الوسادة
وسأنساك حالماأبدل وسادتي.

***

خائن الطريق،
ما أن وصلت لمنتصفه حتى غادر

***

زهرة أنا في صحرائه، حسبني سرابا، ومضى

***

ضفائري هذه الليلة شاحبة، لم تلونها أصابعك

***

جميل أنت، حتى أن ظلك ملون

***

لم تتهدم الأبنية هنا
كل ما في الأمر أنها تعبت من الوقوف وقررت الاستلقاء قليلا.

***

أخشاب عواطفك رطبة، لا يمكن إشعالها

***

كالظل أنت، قريب جداوكاذب

***

قبلتي حمامة زاجلة، تحفظ كل الطرق إليك

***

الأسماك الملونة التي سكنتني يوما، تطفو الآن فوق دمي

***

أخضر حبك وقلبي غزال جائع

***

الأشجار اليابسة لا تعرف مذاقًا لقبلات العصافير

***

طريقك الأعمى لن يبصر خطواتي الملونة

***

تركت لك قبلا عند شباكي
أنت لم تأت…
لكن العصافير رقصت فرحا

***

من سرق خطواتي المخبأة في حذائي الجديد

***

تمر في حلمي، فيزهر السرير

***

للغراب الأسود، أحلام ملونة

***

المئذنة كالمنارة، فكلاهما يبتسم للغرقى والتائهين

***

وحيدة أنا كحصان رابح عاد من حرب خاسرة

***

موجع ألا يستطيع البحر إنقاذ سمكة أحبها من صنارة غبية

***

القارب الذي رسمته في منتصف اللوحة، أبحر وتركني

***

صعدت المئذنة
وناديت عليك بأعلى صوتي
أليس هذا ما كانوا يفعلونه للضائعين عنهم؟

***

امرأة حرة أنا، لا شرقية ولا غربية
كزيتونة كتاب الله

***

هذه الليلة باردة، سأحرق حلما لأتدفأ

***

حتى الصدى في هذه المدينة يكذب!

***

فتحت كتابا، فكانت صورتك بالصفحة الأولى
متى تسللت إلى كتبي ؟؟؟

***

وجهي مالح جدا
فكل الدموع جفت عليه دون أن يمسحها أحد

***

لست أنا من أكتب
فأنا مت منذ زمن بعيد

***

كسرت باب قلبي
لم يعد للمفتاح الذي تملكه معنى

***

كالنرد أنت، وجوهك كثيرة
وأنا عاثرة الحظ دوما

***

مات الحكواتي، فخرج عنترة وأغلق الكتاب

***

انكسرت دواة الله

فكان الليل

***

وكأن هذه البلاد قبر بفتحة سماوية

***

طريق الحرب اتجاه واحد
لن يعود أحد

***

سنبلة أنت، همس لي
ومن يومها والقمح يفيض من ابتسامتي

***

في الصمت غارقة، دع أغانيك تمد يدها وتنتشلني.

***

مدينة جائعة، كيف تجرؤ العصافير على زيارة أشجارها؟

***

نحن روح واحدة موزعة في أجساد كثيرة

***

في طريقي إليك كنت أطير، لا آثار لخطوات تعيدني حيث كنت.

***

لم كل هذه الريح ياالله؟
نسمة صغيرة تستطيع أن تعرينا بالكامل.

***

لكل منا كذباته الصغيرة يضعها تحت إبطه، ويمضي في الحياة

***

هناك أشخاص أغلى من أن يتمكن أحد من الاحتفاظ بهم.

***

ثرثارة أكثر من منبه عندما ينتظر مني الصمت والصبر.

***

الأسماك عمياء، لكن الشباك ترى.

***

من قال أن الألوان لا تموت!
اليوم رأيت أشلاء قوس قزح تحت عجلات السيارة

***

سأستمر بالكتابة لسن الأربعين، بعدها سأنتظر الوحي

عن بسمة شيخو

بسمة شيخو
مواليد دمشق 1986، ماجستير في الفنون الجميلة، محاضرة في كلية الفنون، جامعة دمشق. تكتب مقالات عن الفن التشكيلي في صحف عربية ولديها مجموعتان شعريتان "عبث مع الكلمات" و "شهقة ضوء"

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.