الصفحة الرئيسية / تجريب / أهزوجة غير موزونة للنهايات
حول مفهوم الوجه، بخصوص "ابن الله" من عرض لروميو كاستيلوتشي.
حول مفهوم الوجه، بخصوص "ابن الله" من عرض لروميو كاستيلوتشي.

أهزوجة غير موزونة للنهايات

أجتازُ ثلاثَ شوارع من الذاكرة، وزقاقٌ سريّ للاحتلامْ، مُنمنماتٌ قديمة أعودُ للبحث فيها لأرى أنّ الأوجُه قد شُطبت، لا يُمكن أنّ يكونَ الجميعُ أنبياءً! ، الضوءُ كانَ مُطفأً حينها، لكنّي ما زلتُ أذكر الرّائحة، اللحم الميّت على كعبِ القَدم، الأفضلُ أنّ أُصلّي للمجاهيل، لا فائدةَ من تِلك الأوجه.

الآن وهناك، زجاجٌ يَنمو بَين لَحمي ولَحمي، أُراقبُ نفسي من أمام الزُّجاج، الذاكرةُ تنهارُ وراء الزُّجاج لتبقى عُيوبي الخَلقيّة، ربّما لم أحفظ جيّداً، ربّما فشلتُ بضبطِ أوقاتِ الساعة، أتمنّى.

أتمنّى.

أتمنّى لو كنتُ شاعراً، أجيدُ حَصاد الملح من الوجنة، والتسلّل بين خبايا الرّائحة، أتمنّى، لو كنتُ حتّى شاعراً فاشلاً، لصّاً، أسرقُ من الترجماتِ السيّئة، لكن لا بدّ من مُهرّج، الريحُ ليست بإمرتي، لكنّي أعترفُ، بغرورٍ، أنَي أجيدُ صُنع القهوة، ولدي قدرةٌ هائلةٌ على لفظ الأحرفِ اللثويّة.
أتمنّى، “لو أنّي حصانٌ وجَسدُها مَرج”.

الكثيرُ من الموت سيفوتني، لكن، أمتلك صبّارة لا تموت، أشواكها اعتادت تقلّبات مزاجِ الطّاغية.

مبتذلون، -قد أكون منهم-، لكن علاقتي مع الإسمنت حميميّة، أبنية شاهقة، لا أمتلك ذاكرةً عن قريةٍ، عشبٍ، أو مدى مفتوح، إسمنت ومسامير وذكريات عن محاولات إخصابِ الجدار.

– لا تنسَ رائحة وجهي (دموع).
– أُصابُ بتشنج حين أحاول التذكّر.
– لا تنسَ رائحة وجهي.
– (اقتباس شعري )
– لا تنسَ رائحة … (دموع أكثر)
– أستطيع الصّمت لثلاث ساعات وأنا أدخّن ( قهقهة)
– لا تنسَ … (دموع أكثر من العين اليسرى)
– هناك مشاكل في الترجمات الحالية (دخان يُنفث) لا نستطيع أن نقرأ كلّ شيء.
– لا .. (العينان تختفيان)
– (صمت)، لم أفهم إلى الآن لم يمنع تناول الأناناس مع حبوب الفياغرا – معلومة طبيّة حقيقية-

خيار البذاءة لا إرادي، لا بد من مواجهة بعض البُنى بانتصابات، أو أعضاء تناسلية مُشوّهة.

الشّعر يقف أبلهاً أمام المؤمنين.

مازالَ احتمالُ تأليفِ معجمٍ يراودني، شعريّة التصنيف والتبويب لا مُتناهية، كلّ كلمةٍ مُنتقاة، غير مجانيّة، المعنى المتعدّد مُتاحٌ وواضح، لا مَجاز، لا غُموض، لا حاجة لتفعيل الحساسية تجاه البنفسج، المُعجم يستثني، لا يَجمَع.

/بنفسج : جنس نباتي ينتج أزهاراً بنفسجية أو بيضاء اللون. ويوجد منها من 400 إلى 500 نوع مختلف حول العالم توجد معظم أنواعها في نصف الكُرة الأرضيّة الشمالي،
البنفسج نباتٌ عُشبيٌّ معمّر لا يُعرف موطنه الحقيقي. (الموسوعة الحرّة-عدّل)/.

/بنفسج: كائنٌ شعريٌّ يستدعي الموت أحياناً، يستأثر بالريح وأحلام اليقظة، يوجد منه نوعان، يجيدُ التقبيل ولا يجيده، ينمو على الطرف الأيمن من الخاصرة، البنفسج حضورٌ مَجازي يَغلب عليه اللمس فقط. ( معجم الأنفاس-أقرأ وحيداً)/.

يتهشّمُ الزجاج بين اللحم واللحم، تتحوّل صفحةُ المنمنمة إلى نورٍ عظيم، أفشلُ في إكمال المعجم عند “كَلمة”.

/مُلحق:
المعجَمُ فشلٌ أمام الأرقام، لامرجعيّة للعدّ لا يمكن اختزالها في المعجم، الأرقام خارج التصنيف، كلّ كلمةٍ بِنبر وإن تكرّرت، الأرقام لا تُصنّف، لا أستطيع ترتيب الزجاج المهشّم، لا يُمكن وضع تفاضلاتٍ على ترتيبات الذاكرة، لا يوجد معجم للتصنيف إن تعدّدت الأجساد، لا بد من الأرقام، الأرقام هي انتصار للوهمي أمام مجاز المعجمْ.

عن عمّار المأمون

عمّار المأمون
صحفي سوري مهتم بالشأن الثقافي.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.